كلمات حول ماقبل نهاية شجرة البؤس لطه حسين
محاولة للكتابة العبثيه على حاسوبي المحمول بعد أن قرأتُ معظم، أو قاربت على معظم، رواية غريبة للكاتب طه حسين تُدعى "شجرة البؤس"؛ الرواية التي لا أفهم مغزاها على الرغم من حلاوة تعابيرها وألفاظها ومعانيها، والجو العام الذي يدخلني حقًا في عالم ليس إلا مجموعة من البشر بالصفات والأشكال نفسها، لا يميز أحدهم عن الآخر إلا بعض الدنانير، أو الوظيفة الحكومية، أو الامتياز الأخلاقي في قبول بعض الأعمال الحرام.
قد يكون هذا هو مغزاها: أنها مجرد قصة جميلة، أو أنني لم أتبيَّن بعد مغزاها، لا أعرف. فقد يكون طه حسين قد وضع الحبكة أو أوضحها في آخر وريقات الرواية. ولكني سعيد – ولستُ سعيدًا جدًا – بقراءتي لها، وبفهمي لما يدور في عقل طه حسين ورؤيته للحياة والدين ومعالجته بعض ظواهر المجتمع: الجيد منها والسيئ.
مسكتُ القلم وكتبتُ لأنني أريد الكتابة؛ فأنا لا أهوي القراءة كما أهوي الكتابة. فالقراءة تدخلني في عالم مكتوب رسمه الكاتب، أما الكتابة فتدخلني في عالم أصنعه بنفسي، وأكتب حكاياته ومعانيه وأهدافه وحتى شخصياته؛ فأجعل هذا مسالمًا وذاك شريرًا، وأجعل هذه عاهرة وتلك تقية.
ولكن لابد من القراءة، فهي الوقود الذي يشحن العقل والقلب، ويغير من نمط اليوم السادي الذي يجبرنا على ما لا نرغب، بل يصرّ على إجبارنا، ويحملنا فوق رؤوسنا ما لا نطيق. فنخرج من هذا بقراءة بعض الكلمات التي تدخلنا في عالم آخر نهرب به من عالمنا. ولكن طه حسين هنا قرر أن يمدَّ من سادية الدنيا عليَّ ويدخلني في عالم بؤس غير مفهوم – أو مفهوم ولكن عقلي ثقيل هذه الأيام. فحتى الكلمات ثقيلة، فما بالك بالمعاني وروح النص.
تعليقات
إرسال تعليق