الثلاثاء، 1 مايو 2018

نهاية خضوغ أم موت أكيد ؟

كان همى كله النجاح وأن أكون مشهوراً فى مجالى ، وطمحت أكثر ، حتى أردت أن أكون أسطورة ورمز وطبعةً تُطبع فى تاريخ البشرية  .. كانت كل هذه طموحاتى وأحلامى ، عكفُت على التفكير عليها سنوات ، منذ نعومة أظافرى ، ونعومة عقلى وتفكيره ، وأنا لا أفُكر إلا فى هذا السقف من الاحلام والطموحات ، ومُرت الايام والسنوات ، ولم يذهب الحلم ولم تذهب الفكره ، لم أرى نفسى أبداً كإنسان عاديً ، حتى إنى لا اعُامل على نفسى على هذا المنوال ، فانا أشهر كاتب فى تاريخ البشرية ، صاحب نوبل ، صاحب الحرف والكلمة ، وريُث كلُمتى وفكرى .. كانت هذه أفكارى وأحلامى ونسق حياتى ..

وأصبحُت الان فى الـ 24  .. وأكتشفتُ إننى لاشىء .. لم أعبُث حتى مجُرد العبث فى طريق حلمى  ، ولم أضع حجر أساس ولم أرسم حتى طريق أو أكتب خطه ، أو أفكُر فى كيف ؟ .. كنت لا أفُكر إلى في أنا .. وانا الان لا شىء .. لستُ سؤا قعيد غرفة مملؤة باليأس والنكد .. وحبيس عقلى .. عقلاُ لايخُالطه إلا الخوف وفقدان الامان والأمل .. لا أتحكم حتى فى نفسى .. ولا أسيطُر على مشاعرى وأحزانى وأفكارى .. لا أسيطر على شىء .. فانا مثل الربوت أو أقل .. يُحركنى عقلى كيفما يشاء .. يعذبنى يضحُكنى يبكينى .. يعطينى الامل ويسرقه .. يطعننى بالسكين مره .. ويمنحنى سر الحياة مرة .. لستُ سؤا حبيس أبدى لعقل لايمل ولايكل من تعذبيى .. وكأننى أغتصبت أمه .. أو قتلت أباه .. أو أحرقت عالمه .. فقرر بكل شغف أن يحرق عالمى وحياتى .. أو كأنه سادى .. يتمتع بتعذيبى وإيلامى .. يتلذذ بمنحى شعور الاشىء ..  فما أسؤا من ألا تشعر بالاشىء .. إنه الشعور الأقسى فى العالم الأبدى ..

ضاعتُ حياتى .. وأصبحت وريث الخوف الأكبر .. خائف من كل ذرة وجُدت فى الحياة .. لا أخفى سراً .. خائفُ حتى من أنفاسى .. فلا تمنحنى أنفاسى إلا بقاء لفترة أطول فى سجن عقلى .. وعبثيته السادية المرضيه ..

وفجاءة وانا أشُاهد أحد الـ افلام .. وتشرف البطل بأن يزرع فى قلبى خوفً أكبر .. أكبر حتى من الخوف الذي يطعمنى إياه عقلى كل يوم .. إنه خوف الإنعدام .. أن تصًبح فجاءة لاشىء .. بموتك .. أو حتى حياتك .. أن تحيا على الاشىء .. وتموت بفضل حياتك العبثية على الاشىء .. تموت وكأنك لم تُزرع فى الحياة ابداً .. تنسُى .. كأنك احد اطفال البغاء .. مرمياً بعد ولادتك مباشرةُ فى سلة المهملات .. ولكنك ستُرمى .. فى قبراً .. وتكون فى الستين .. لا ابن لا ابنه لازوجة لا أم لا أب لا صديق لا اخ .. لا احد يتذكر موتك .. لن تبقى إلا ريحة جيفتك ليكون لها الفضل الأوحد فى دفنك ..



أخاف من هذا المصير .. فانا الأقرب له .. أنا حققت جميع الشروط .. مريض  .. نفسياً قبل أن أكون جسدياً .. عقلياً قبل أن اكون فكرياً .. أخاف أن يضيع حلمى الصغير بفضل أحضان عبثيتى الكُبرى .. كنت طفلً حالم .. وأصبحتُ ألان الشاب المريض .. الشاب الذى يحُارب نفسه .. ويقتلها وينتصر فيموت .. لاظنه أنه قتل عدوه .. ولم يدرى أن عدوه .. هو نفسه ..

انا اكتب الروايات وارسم بالكلمات وأجسُد بالالفاظ المعانى والحياة .. ولكنى لا أستطيع أن أدير نفسى .. أو اسيطر عليها .. أنا مخطوفاً .. أنا مجُرد رهينة حقيرة لاتهُم أحد .. رهينة لأعظم مجُرماً على وجه الارض .. عقلى ..

أيكون حبُ البقاء  نار ثورتى ونهاية خضوعى ؟؟ أم تكون القشة التى تقُسم ظهر البعير .. 

0 التعليقات

إرسال تعليق