الاثنين، 1 يناير 2018

الاجابات عاهرتى الوحيدة

جالساً على أريكتى العتيقه أتاملُ فى وجدان غير ثابت سر الحياة ، ولم أعلم ولن ، أن فى طيات الزمان ثغرات وان الدنُيا غير عادلة والحكمة هيا الوجه الامثل للنفاق وان لاحبُ فى دنيا خلقُت على اوتار الشر ، على لحن الحزن ، على اوبرا البكُاء والنحيب ، على حبُ فقُد وحبيبة ماتت تحت احضان الاخر ، وعلى فقدان أب ، دنُيا أٌسست على اساس الخيانة وتحت انقاض الامل والحبُ الزائف .

فى تلك لحظات التأمل ، واثناء عبث قلبى بعقلى ، رن هاتفى .. انها هيا ... ماديسون العاهره القديمة الجديدة ، جديدة العهد فى حياتى قديمة فى حياة العُهر والتلاعبُ واثارة غرائز الرجال من أجل مائة دولار او اثنان ، لم تكن لى طاقة فى رد سؤال هاتفها ، أعلمُ ماتريد ، انه الاشتياق الابدى ، نقطة ضعف العاهره ، وما أسؤا ان تعشق العاهره رجل ، فتقُدم له ماتقدمُه لغيره بالدولارت  مجاناً ، يشتكى الموظفين من الوقت الاضافى ، ولاتشتكى العاهره العاشقه من ممارسة ايام وايام فى عمل مجانى لحبيبها ، ولا جدوى منه الا ان عملها هذا يرتبط بقلبها وروحها ، لهدف اسمى واعلى ، هو الحب ، فالحب مرادفُ للجنس ، فكلاهما احتياج .. 

قطع رنين هاتفى حبال أفكارى مرةً ثانية ، لوهلة شعرت بوغز الشهوه فى احشائى ، وكانه التخاطر يصلنى منها الى ، ولم يكن منى الا التقاط هاتفى والرد على شكواها ، جرى الحديث كما يجرى بيننا فى العادة بعض لحظات الحب الروحى الزائف " بحبك ، وحشتينى " والرد الأبرد فى محاولة منا أن نضيف بعض الشرعية على علاقه اساسها الجنس والشهوه ، لاتعشقنى انا بل تعشق احساسى ، ولم تفتقدنى انا بل أفتقدت لكلماتى والحانى صوتى وقت اشتياقى ، وانا مثلها ، لستُ الملاك الاوحد ، لا أعشقُ الى ترانيم أهاتها فى لحظات نشوتها .. فقط لاغير ... لاعاطفة روحية ولا حبً سامى ولا يرعيُ علاقتنا افلاطون ، انما يراعها ابليس ويخُداعنا ونخادعه ونخدع انفُسنا بانها لحظات سعادة لاأقل ولا أكثر .. 

انتهينا من المرحلة الاولى سريعاً فلم تكن ماديسون فى حالتها الطبيعيه كانت لاترُيد أن أن تاخذ القشور وقتً اضافياً كانت تريدُ الهدف الاساسى من الاتصال ، الهدف المتفقٌ عليه فى بروتوكلات المكالمات الجنسية ، وبالفعل كسرت روتين الخطوات المعتُاده وجذبتنى معها فى وادى العشق الجسدى ، العشق الحقيقى ، لسر الحياة  




لا انُكر انى كنت بارداُ حينها ، فانا انسان مزاجى ، عاطفى من الدرجة الاولى ولا أستطيع ممارسة اى عمل عاطفى طالما تحتل بعض الافكار اللعينة عقلى ، ولم تتصل ماديسون الا وانا فى أوج مرحلة عقليه اذا جسدتُ لدُمرت العالم .. 

انتهينا سريعاً ، كانت اشبه بغليان المياه ، كانت جاهزه ، لم أكن فى حاجه الا ان انتظر الغليان واقوم بحركاتى المعتاده لتسريع العملية ، فكانت بالفعل فى اشد درجة غليانها  ولم تكن تحتاج  الا سماع صوتى فقط لتشُعل فتيلها .. 

هدئت ومدَحت احساسى كعادتها ، واشتكت لى من برودى ، فاعتذرتُ لها وأخبرتها بأنى لستُ على حالُ جيد ، اشعر ببعض وخذات الالم فى روحى ، ويكسو قلبى السواد والعتمة ، ويحتُل عقلى الغشاوه والاضطراب  .. حاولت بُطرقها أن تهدى من روعى ، ان تشُيل من على حملى البعض .. ولم تكن تعرف ماديسون ان طرقُها لان تجُيد ولان تصيبُ ، فلان يذهُب الغشاوه والاضطراب الا بالاجابات فانا أسيرُ الاسئلة ، وهيا تحمل العاطفة لا الاجابات ، ولا حتى أعتق الفلاسفة ، وحتى روُاد المعابد . 

غير خبرتها الجنسيه وادائها الرائع ، تمتاز ماديسون بالذكاء ، رأت ان محاولتها العاطفية لاتُجدى نفعها فى اخراجى من حالتى ، فحاولت أن تستخدم البدائل الاخرى ، فهى ساردة ممتازه ، حاولت أن تحكى بعض القصص عن مغامراتها الاخيره مع الشبان والرجُال المعتكفون فى حانات الانترنت المظُلمة ، فيها تمتلك حسابً وهمياً على الانترنت ، اسمُ مختلف ، هوية مختلفه ، صورة مختلفه تمُارس هوايتها فى جذب الرجال واللاعب على اوتارهم ، اوتار مشاعرهم وعاطفتهم السفلُية ، فهيا تمُارس احيانا السادية البريئة ، تمارس السادية على الرجال المتلهفون ، الذين يتقبلون اى شىء مقابل قُبله او حضنُ دافىء ، تسبهم وتشتمهم ، تعلن فى العلن على صفحتها بان كل من عندها من مشترُكين " مخنثين " ، كانت تقولها وهيا تضحك ، وكانها تظفرُ للمراة بنصرً على معشر الرجال ، ان تضع المراه قدمها فى وجه اللهثين الى فرجها .. 

- ماذا تستفيدين ؟ 
مش بستفيد حاجه ، انما لما بكون مضايقه او مخنوقه بعمل كده فبرتاح ، هما بيستغلونى عشان يفرغو طاقتهم الجنسيه ، وانا بستغلهم عشان افرغ طاقتى النفسيه ، مصلحة متُبادله لاضرر ولا ضرار .. 
- انا مثلهم ؟
لو انت زيهم ماكنتش هقولك انى بعمل كده ، انما كنت هحطك معاهم ، فى خانتهم ومكانتهم ، انما انت حاجه تانيه .. 
- صدقينى انا زى زيهم ، انا مجُرد تفريغ لطاقتك ، زى ماهما تفريغ لطاقه ، بغض النظر عن نوع الطاقة ايه .. 
- لو انت زيهم ماكنتش هكمل كلام معاك بعد ماخلصت طاقتى زى مابتقول 
- مش قصدى طاقة جنسيه ، انما طاقة روحية ، وللاسف الطاقة الروحيه دى مرض ، مش بتخلص ، متًجددة للابد ، وجودها أقوى وأصلب من الشمس ، يعنى مصلحة برضه ، كل العلاقات فى الحياة قائمه على المصلحة 
- انا عمرُى ماخدت ولا هاخد منك فلوس 
- المصلحة عمُرها ماكانت فلوس ، انما المصلحة هيا احتياج ، احتياحك واحتياجى والاحتياج عموماً ، للمصحلة انواع بعدد البشر فى العالم ، ويمكن لكل شخص منا مصلحته الخاصه بنوع خاص ومختلف عن باقى افراد جنسه 

لم ترضَى كلماتى الاخيره ماديسون ، ولم تعتاد منى فى الواقع الا على عدم الرضى .. عن نفسى وعنها وعن حال العالم والارض والعوالم الاخرى ان وجدتُ .. واردفتً بنعتها لى بالمجنون ، نعم مجنون ، ساظل وسأكون حتى أجد الاجابات ، الاجابات اللعينه للاسئلة الالعن .. فالاجابة هيا فارسة احلامى ممن ستُخلصنى من أسرى وسجنى فى سجون علامات الاستفهام ..

باتت محاولات ماديسون فى الفشل ، أمتعتنى بسردها وعن كشفها لى لجانب اخر من جوانب الحياة العبثيه ، دنيا يحكُمها الامنطق والامعقول ، يتلذذ الرجال والنساء بالخضوع .. ومن لا يجد الخضوع فى حبه يهرب فلم تحبنى ماديسون الا بعد انتصارى عليها فاخضعتها .. ولم أكن فى يومً أسعى لذلك ، انما هدفى الاسمى فى الاجابات ، هيا من أغفلت قلبى عنها حين رأيتها ، فتجاهلتها عن غير عمد ، فجرحتُ غرورها وعنفوانها ، وحاولت بكل طرُقها ان تخضعنى لها ، ولم أستجيب ، لا لعدم رغبة منى ، انما لعدم كفاية مساحة فى عقلى لها .. فانتصرتُ فى النهاية فى حربً لم أطلق فيها رصاصة واحدة ولم أحضر اصلاً الى أرضها ... فاحبتنى لاننى فى رأيها اخضعتها ، واحبها الرجال لانها أخضُعو لها ، ولعلى انا احببتُ الاجابات خضوعً .. لعدم وجودها وأهملها لعقلى وقلبى . 

شكرتها فى النهاية وأجبتها بنعم أنا مرتاحاً الان وسعيد حتى تغلقُ هاتفها و لـ ارضى غرورها ، فرضا الغرور عند المرأه هو اعظم انواع الشكُر .. 

 وأغلقتُ هاتفها مُتمنيه لى السعادة والامل فى الحياة ولم تكن لتعرف أن محاولاتها لارضائى واخراجى من حالتى لم تنُجب الا زيادةً لاشعال فتيل الاسئله ، فذاد عددها المئة فوق المئه .




0 التعليقات

إرسال تعليق