كى أكون إنسان
فى تلك اللحظات تماماً من السنة السابقة كانت حرفياً من أسعد أيام حياتى ، كنُت بلا عمل وغير مستقر حياتياً وماراً بظروف وأحداث ليست بالهينة ولكننى كُنت الأسعد ، كُنت منغمس كلُياً فى بحرً من الأمان والراحة والسعادة ، كنتُ أتقلب بكامل روحى ووجدانى فى إحساس من الأمان والراحة ، كُنت سعيد ، على الرغم من المرض والقلق ، على الرغم من إضاءة غرفتى التى لاتغُلق وتظل ساهرة طيلة الليل ، ولكننى كنتُ مبتسماً سعيداً مطمئناً للحياة ، كم كانت حياتى سعيد ، كم كنُت مطمئناً وراضياً ولو قتُلت ألف مره حينها لما بكيت أو حزنتً مرة . الان انا حاصل على شبه وظيفه ، مغموسا فى رضا أمى وسعادت الُدنيا ، راضياً - او محاولاً - كل من حولى ، أجتهد لتذكية نفسى وأعلاء شأنها فى الدراسة والتحصيل والتقُرب أكثر من النجاح العملى والحياة اليومية المرتضُاه من البشر ، ولكننى غير سعيد ، غير مطمئن ، قلبى يصرخ بإنتفاضة من الخوف والقلق ، الرهبة والتفكير الإضطرارى ، تشويش الفكر وعدم الحصول على فكرة كلية لمستقبلى أو حتى نظرة واضحة أو مشوشه ، فتباً للحياة لا مجرى لها ولاقانون ، نتقلب بين يدي القدر ، لا ملكاً لنا لانفسنا ولا صلاحية ولا حر...