الثلاثاء، 3 يناير 2017

موطنى اليابان

موطنى .. !
الجلال والجمال والسناء والبهاء فى رُباك ! .. فى ربُاك ..
والحياة والنجاة والهناء والرجاء فى هواك !! 
 
نص لقصيدة كتبها الشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان .. وأنا اسمع او أقراء هذه الكلمات .. يظهر فى داخلى احساسً منعكس .. احساساً متضاد .. كمن يسمع كلمات الحب ويندمج معها .. ويبكى فى فراق الاحبة ويبُارك للرجوع بعد الفراق .. وهو اصلاً أعَذب .. لم ولن يكن فى حياته فتاه .. 
هذا نفس حالى عندما اسمع هذه الكلمات التى تتحدث عن الوطنيه والوطن وحب الوطن والدفاع والاستماته من أجل الوطن .. اندمج مع الكلمات ويميل قلبى منها واليها كقاربً بلا شراع .. بلا وجهة او حتى بوصلة !
وأظن انى لستً وحيداً فى هذا الاحساس .. فانا كانا لا أعشق بلدى - مصر - الى هذا الحد .. لا أعشقها اصلاً .. وأتمنى الهروب منها اليوم قبل الغد .. والغد قبل أمس .. لا لستً خائناً .. فانا مع ذلك كدتً ان اقُتل من قبل قوات شرطةً بلدى وانا فى مظاهره ضد الفساد .. 
 
.. فابشع جريمه قام بها النظام .. ليس الحالى .. فالنظام الحالى هو ضمن منظومة فساد كامله تحكًم مصر من 1952 حتى الان .. ابشع جريمه هى نزع الهويه .. نزع الحب .. وزرع الكره والكره والكره ..
الحب هى علاقة تبُادلية .. حتى فى الزواج .. حتى فى علاقة الاب بابنه او الام ... فى علم الاجتماع شىء يسُمى توقع الدور .. بمعنى ان الطفل عندما يبكى لـ امه لانه يشعر بالجوع .. فالدور المتُوقع هنا أن تعطيه أمه الطعام .. وان لم يحدث .. فهنا يحدث الخلال فى البناء الاجتماعى ..
وبالمعنى الاكبر .. بين المواطن والدوله .. هناك حقوق وواجبات .. فانا كمواطن ان فعلت كل واجباتى تجاه الدوله والمجتمع .. ( ادفع الضرائب ، فواتير الكهرباء والغاز الخ ، احترام القوانين ) .. ولم اجد من الدوله حقوقى ( نظام تعليمى جيد ، شبكة مواصلات محترمه ، نظام حاكم يسعى للتطوير وليس للهدم والخراب ) .. فهنا يحدث الخلال فى العلاقه
وهذا مانحن فيه منذ شباب ابى .. وشبابى ..
النظام الحالى قتلٌ .. وسرق .. ونهب .. واغتصب .. وازال الهوية .. 
عندنا تكون هناك دولة ما .. بها خلال فى الدور الاجتماعى المتوُقع بين الدوله والمواطن .. فلن تكن هناك الحاجه الى قنبلة نووية او معركه طائرات او حرب جواسيس لتدمير هذه الدوله .. فهذه الدوله تكن كالجسد المصاب بالايدز .. مناعته غير موجوده .. من أقل شىء ستُدمر .. وماروع هذا لاعدائنا 
 
اذا لم يُحاكم النظام بسبب السرقه والقتل .. فهناك جريمة أعظم وهى نزع الهوية
لا أنا احب هذه البلد .. انا اموت علشانها .. انا مسـتُعد الحس ترابها ..
كن صريحاً مع نفسك .. لو أرسلت لك دوله ما .. عقد عمل للخارج .. هتمسك بقى ساعتها فى مصر بايديك وسنانك ؟!! .. يبقى تعال على قبرى واعمل بيبى !
والحقيقه انت محدش يقدر يلومك انك تسافر بحثاً عن عمل او حياه وطبيعة أفضل .. انا لو لقيت فرصه مش هكون هنا اصلا ..
السر الحقيقى لتقدم الدول الاعظم حالياً فى العالم .. على سبيل المثال "اليابان " .. ستجد ان ثروتها الاساسيه هى تعاون شعبها .. 
التعاون الحقيقى بين افراد المجتمع .. لتحقيق هدف واحد واساسى وهو النهوض بالدوله .. لك أن تتخيل ان اليابان فى سنة 

1945 
كانت خراب .. كانت دولة اشباح .. مُدمره تماماً بسبب الحرب والقنابل النوويه التى دمرتها .. واليابان الان اين ؟ ولماذا ؟ طب ليه بقيت كده فى وقت قليل زى ده ؟؟ ... ايون بسبب حب الشعب لوطنه .. وقبل حب الشعب او الفرد لوطنه .. حب الوطن لـ افراده واعطائهم حقوقهم ...
تخيل مثلاً انك صاحب محل .. ممكن تكنس المحل وتمسحه .. عادى انا بشتغل فى ملكى .. انما لو بتكنس فى محل شخص أخر بالاجره ؟ .. هيكون شىء صعب .. نفس الفكره .. فهناك فرق بين دوله تشعُر افرادها انهم هما الملُك الحقيقين للدوله .. وان نهضت الدوله ينهض الفرد معاها .. وبين دوله تشُعر المواطن بانه مُجرد أجير .. يعمل وفى النهايه ياخذ بعض النقود البسيطه ليعيش يومه ... وبين دوله أخرى بتسرق وتنهب وتقتل !!

لزم يكون هناك وقفة .. لزم يحدث شىء .. احنا فى قاع قنبلة موقوته .. ميعاد انفجارها عدى عليه عشرات السنين !


0 التعليقات

إرسال تعليق