قدمت قناة الجزيرة فيلمً وثائقياً اطلقت عليه " فى سبع سنين " يوضح الفيلم ويناقش ظاهرة التطرف من الناحية الدينية والسلوكية سؤا التطرف فى التشدد او التطرف فى الترك والإبتعاد والنكران ، أظهر الفيلم جانبين من الشباب - يستهدف الفيلم فئة الشباب فقط - ومدى تأثير تلك السنوات السبع الاخيرة وخصوصاً منذ حادثة فض رابعة والإنقلاب على عقلهم وتفكيرهم وبالتالى على سلوكهم وطريقة حياتهم ومدى تغيير الايدلوجية الخاصة بهم وأظن أن التاثير ليس من تلك اللفتره فقط وإنما أكثر من ذلك ويمتد بالخلف إلى ثورة 25 يناير 2011 ..
هنُاك مايسمى بنتائج وتوابع الصدمة او بشكل علمى أدق نستطيع أن نطلق عليه إضطراب مابعد الصدمة ، ويصيب الانسان بعد تعرضه لصدمة نفسيه شديده تؤثر عليه وعلى حياته ، قد يتعرض لكوابيس أو ارق وتوتر .. ولكن فى حالتنا هنا لم يحدث ذلك إنما أثر بشكل كبير على تغيير الايدلوجية وفقدان الثقة فى كل شىء حتى لو كانت العادات والتقاليد حتى لو كانت القيم او الموروث الدينى ، حتى لو كان الإيمان والإله ، فقدان الثقة فى كل شىء حتى الذات ..
وهذا مانلاحظه خصوصاً فى النوع الاول من الشباب الذى ناقشه الفيلم ، وهو جانب التطرف فى البعُد والإنكار .. فقد نرى هنا الشاب " حسن البنا " كان عضواً متأصلاً فى الإخوان المسلمين .. لم يعرف منذ صغره إلا الإخوان .. حتى إنه كان يظن فى صغره - وعلى لسانه - أن كل العالم يسير بنظام الإخوان .. أن لا شيوعية ولا إشتراكية ولا ديكتاتورية ولا لصوص ولا قتله ولا زُنَاة فقط الإخوان ، وكان يأخذ حسن البنا - مؤسس جماعة الاخوان المسلمين - قدوة له وكان محتفظ بصورته فى غرفته ..
فقد حسن إخوه وصاحبه فى أحداث رابعة ، وبعدها سمع وشاهد تصفيق الشعب للقاتل، وأن كل شىء يسير بشكلاً طبيعياً ، فلا يبٌالى الناس بهمومه وأحزانه ، وكإن ماحدث لم يحدثُ وكأن كل شىء كان مُجرد سراب أو قطعة من حلم لبعض أو كابوساً للبعض الأخر ..
لمس عقله الواقع وكأنه ولأول مره يخرج من قوقعته الصغير إلى العالم الحقيقى ، فيموت من يقول لإ إله إلا الله أو على الاقل من ينُادى بالحرية أو يبُدى رأيه .. أن تُداس الجثث بأوناش الجيش والشرطة ، أن يخترق رصاص من يفترض أن يكون الحامى والسند والمدافع الاول عن حدود البلد قلب أخوته وأصدقائه وأهله ، يُحرق الناس أحياء لمجرد إعتراضهم على رأى أصحاب القرار ، تموت الأم فى أحضان إبنها ، ويموت الإبن .. يعُتقل الاب ويدُاس عليه بالاقدام أمام صغاره الذين كانو دائما مايرونه عظيماً لايهُان .. وبعد كل ذلك يصفق الشعب ويرقصون على جثث الموتى وعلى الحان الحزن والنحيب ..
لم تكن نهاية العالم كما توقعها حسن .. لم تكن مرحلة يجب بعدها الثورة حتى إنتزاع أصغر بذرة شر فى هذه البلد .. لم تكن إلا مرحلة النهاية لكل ماتربى عليه وأسس عليه .. فمن الطبيعى أن يهتز عقله .. ويفقد الثقه فى كل شىء .. فقد أدرك أن كل ماغرسه فيه أهله منذ الصغر سقط .. فالحق لاينتصر .. والإعتصام بالحق لايعصُم من الشرور .. فأنهارت أيدلوجيته .. وأصبح خاوى .. لايحتوى على أى شىء .. ولم يقصد الألحاد .. إنما كان الدين من ضمن ما أسس عليه ... من ضمن مافقده ..
وعندما سئله مذيع الجزيرة عن وجود الله فقال " إنت تفترض إن فيه إله وانا أفترض إن مفيش إله .. كلها إفتراضات " .. فلم يصبح لدية أى شىء مؤكد .. فما كان مؤكداً عنده إنهار فى لحظة وسقط .. ولا أحد كان يبُالى .. فخاف أن يحمل بعدها أى قيم أو معتقدات أو أفكار .. فأصبح لديه كل شىء معُرض للشك والإنهيار ..
وهذا شىء طبيعى للاسف .. ناتج من أن كل ماكان يحمله من أفكار ومعتقدات كانت موروثه .. تلقاها فى معلقه .. بدون أى تفكيراً مسبقُ أو إيمان حقيقى وفعلى .. إنما كان " ده العادى " .. فمع أول صفعة إنهار كل ذلك ..
وهذه نفس المشكلة المحورية مع معظم أو كل الشباب فى جانب التطرف فى الإنكار الذين ظهرو فى الفيلم ، فهنا إسراء كانت فتاة محجبة وإرتدت الحجاب منذ أن كان عندها 11 سنة وعندما سئلها الصفحى عن سبب إرتدائها الحجاب قالت " هو محدش أجبرنى بس قالولى ألبسه وكانت كل البنات لابسه فحاجه حلوه وعادى يعنى " .. هذه كان رد فعلها على السؤال وفى الحقيقه لم تكن تلك الإجابه على سبب إرتدائها الحجاب فقط وإنما كانت إجابه على سبب حملها تلك الإيدلوجية والمعتقد الإسلامى .. ( عادى يعنى ) .. لايوجد سبب فكرى أو عقلانى لحمل تلك الفكره ، لايوجد إيمان حقيقى باسباب منطقية وإرتضاء قلبى .. وإنما فقط موروث عائلى وعادى يعنى ..
فواجهت تلك الفتاة " إسراء " .. أول صفعة لفكرها الموروث ، عندما شاهدت أن من كانت تتبنى فكرتهم و أيدلوجيتهم " الإسلاميين " يبررون القتل وإنتهاك الأعرض .. ( أحداث محمد محمود ) .. فواجهة صدمة كبيرة لما كانت تحمله من معتقدات .. لم تكن تدرى أن الفكرة لاتمُثل ولاتجٌسد بالإشخاص .. فقد تكون الفكرة وحيدة لايحملها أحداً .. وتكون هى الأصح .. فأتجهت إسراء لمن يشبهون رؤية قلبها وعقلها عن الحرية والكرامة الخ الخ .. فلم تجد إلا الجانب اليسارى وقتها وتلاقت أفكارها الشخصية حينها مع أفكارهم .. فأسلمت لهم وأعطت كامل عقلها لينهل من أفكارهم ومعتقداتهم .. حتى فى نهاية الأمر تركت الحجاب وبعدها الدين بالكلية .. وهذا بالطبع نتاج لشىء واحد عدم الإيمان الفعلى .. وحتى الان وأنا واثق إنها لاتؤمن بكامل عقلها ومنطقها بأفكار الجانب اليسارى فلم تحمل تلك الافكار بأسباب ثابته قوية منطقية .. إنما للاسف إسراء مثل حسن ومثل البقية خاوية .. لم تتعلم بعد الايمان بألاسباب والمنطق .. لم تتعلم بعد البحث عن الحقيقه بمفردها .. فلم تتدرب طيلة حياتها إلا على شرُب الإيمان والافكار من الأخرين .. فلا نجاة لها إلا بأن تدرك إسراء أن المعتقدات والقيم لا تلُقم بالمعلقه وإنما بالبحث الذاتى .. البحث الموضوعى البحت ، وقتها سيكون العقل ساكناً صلباً وبالتالى سيكون القلب فى أشد حالات الإطمئنان
ونظرتى هذه يؤكدها ذلك الشاب الذى ظهر فى الفيلم .. الذى كان فى يوماً من الإيام محُب لعمرو خالد وكان من ضمن فريق " صناع الحياة " .. فأقتبس من كلامه " قبل الثورة ماكناش نعرف أى حاجه تقريباً .. على المستوى الفكرى ماكنتش اعرف إن فى حجات زى كده .. عمرى ما أعقدت مع حد بيتكلم عن كارل ماركس او الالحاد أو الافكار دى " ...
فما كانت الثورة عند هؤلاء الشباب ما إلا عملية فض بكارة لعقولهم وماكنت تحمله من إيمان موروثى بحت .. أن الصلاة لمجُرد الصلاة وأن الصيام لمجرد الصيام وأن الله لمجرد أنه الله وعادى يعنى .. فعندما وأجهت عقولهم تراتيل الشيوعية والماركسيه وأفكار الوجودية .. وقعت حالة من الصدمة .. فلم يكن إيمانهم ثابت بمنطق وأفكار وأسس .. لم يكلفو أصلأ أنفسهم بالتفكير فى مايؤمنون .. فكانت ببساطة شديدة - وعلى قدر مستوى تعليمهم - عقولهم جاهلة .. والجهل أرض خصبة لأى أفكارً تُنبت ..
بالظبط كإنك تقتحم قريةً لا سور لها ولا دفاع .. وهذا ماحدث .. لم يجدو مايردو به عن أفكارهم الموروثة لأنهم بالاصل لم يتخذوها إلا بالوراثة .. فإنهارات ..
وذلك ببساطة شديدة السبب الهام والرئيسى لكل ذلك العبث .. الإيمان الموروث .. الإفكار التى لم تبُنى إلا على التلقين .. فطبيعى جداً أن ينهار شخص لم يقراء فى حياته إلا ميكى ماوس والرجل المستحيل ولكنه يصلى أمام شخص شيوعى ملحد إطلع على مئات الكتب - حتى لو لم تسعفه تلك الكتب عن حقيقة مايحمله من أفكار - بغض النظر عن ماهية وحقيقة الأفكار المحُمله هنا وهناك .. فانا لا أناقش ما الحقيقى من العدم .. إنما هى مجُرد مناقشة لظاهرة إجتماعية
وعلى الجانب الأخر هُناك من حمل السلاح .. وهولاء وعلى وجهة نظرى المتواضعه أن أسبابهم أكثر منطقية وعقلانية من الجانب الأخر ... شخص شاهد أبشع أنواع الظلُم تمُارس .. فقد الثقة فى ذلك النظام السياسى أو اى نظام سياسى حاكم حالياُ .. فا أمريكاء المصدرة لحقوق الإنسان وكرامته .. وافقت على كل ذلك الشر الذى مارسه السيسى فقط لإنه من مصلحتها .. فلا ثقة فى أى منظمات حقوقية أو جمعيات أهلية أو اى شىء .. فكان حلهم الوحيد الواقع هو مواجهة كل ذلك بالسلاح ...
والذنب فى كل ذلك على عاتق السيسى وأتباعه من الا نظام الحاكم مصر حالياً ..
والفرق بين حسن البنا - الشاب الأخوانى الذى ألحد - وبين هولاء من قررو حمل السلاح الذين ظهرو فى الفيلم .. إنهم لم يتربو مثله على أسس وقواعد معُينه .. فكانو من الشباب العادى .. الذى لاتربطهم بالسياسه ولا الدين إلا بالمتعارف عليه عند عامة الشعب ... وهذا يتضح من قول حسن " انا امى وابويا اخوان واهل دول اخوان واهل دول اخوان " .. وقول أحد الشباب الذين حملو السلاح " انا اهلى بيصلو ويصومو زى عامة الشعب عادى " .. فلم تكن هناك تلك الصدمة التى واجهها حسن .
تلك رؤيتى المتواضعه عن فيلم " فى سبع سنين " المقُدم من قناة الجزيرة ..
هنُاك مايسمى بنتائج وتوابع الصدمة او بشكل علمى أدق نستطيع أن نطلق عليه إضطراب مابعد الصدمة ، ويصيب الانسان بعد تعرضه لصدمة نفسيه شديده تؤثر عليه وعلى حياته ، قد يتعرض لكوابيس أو ارق وتوتر .. ولكن فى حالتنا هنا لم يحدث ذلك إنما أثر بشكل كبير على تغيير الايدلوجية وفقدان الثقة فى كل شىء حتى لو كانت العادات والتقاليد حتى لو كانت القيم او الموروث الدينى ، حتى لو كان الإيمان والإله ، فقدان الثقة فى كل شىء حتى الذات ..
وهذا مانلاحظه خصوصاً فى النوع الاول من الشباب الذى ناقشه الفيلم ، وهو جانب التطرف فى البعُد والإنكار .. فقد نرى هنا الشاب " حسن البنا " كان عضواً متأصلاً فى الإخوان المسلمين .. لم يعرف منذ صغره إلا الإخوان .. حتى إنه كان يظن فى صغره - وعلى لسانه - أن كل العالم يسير بنظام الإخوان .. أن لا شيوعية ولا إشتراكية ولا ديكتاتورية ولا لصوص ولا قتله ولا زُنَاة فقط الإخوان ، وكان يأخذ حسن البنا - مؤسس جماعة الاخوان المسلمين - قدوة له وكان محتفظ بصورته فى غرفته ..
فقد حسن إخوه وصاحبه فى أحداث رابعة ، وبعدها سمع وشاهد تصفيق الشعب للقاتل، وأن كل شىء يسير بشكلاً طبيعياً ، فلا يبٌالى الناس بهمومه وأحزانه ، وكإن ماحدث لم يحدثُ وكأن كل شىء كان مُجرد سراب أو قطعة من حلم لبعض أو كابوساً للبعض الأخر ..
لمس عقله الواقع وكأنه ولأول مره يخرج من قوقعته الصغير إلى العالم الحقيقى ، فيموت من يقول لإ إله إلا الله أو على الاقل من ينُادى بالحرية أو يبُدى رأيه .. أن تُداس الجثث بأوناش الجيش والشرطة ، أن يخترق رصاص من يفترض أن يكون الحامى والسند والمدافع الاول عن حدود البلد قلب أخوته وأصدقائه وأهله ، يُحرق الناس أحياء لمجرد إعتراضهم على رأى أصحاب القرار ، تموت الأم فى أحضان إبنها ، ويموت الإبن .. يعُتقل الاب ويدُاس عليه بالاقدام أمام صغاره الذين كانو دائما مايرونه عظيماً لايهُان .. وبعد كل ذلك يصفق الشعب ويرقصون على جثث الموتى وعلى الحان الحزن والنحيب ..
لم تكن نهاية العالم كما توقعها حسن .. لم تكن مرحلة يجب بعدها الثورة حتى إنتزاع أصغر بذرة شر فى هذه البلد .. لم تكن إلا مرحلة النهاية لكل ماتربى عليه وأسس عليه .. فمن الطبيعى أن يهتز عقله .. ويفقد الثقه فى كل شىء .. فقد أدرك أن كل ماغرسه فيه أهله منذ الصغر سقط .. فالحق لاينتصر .. والإعتصام بالحق لايعصُم من الشرور .. فأنهارت أيدلوجيته .. وأصبح خاوى .. لايحتوى على أى شىء .. ولم يقصد الألحاد .. إنما كان الدين من ضمن ما أسس عليه ... من ضمن مافقده ..
وعندما سئله مذيع الجزيرة عن وجود الله فقال " إنت تفترض إن فيه إله وانا أفترض إن مفيش إله .. كلها إفتراضات " .. فلم يصبح لدية أى شىء مؤكد .. فما كان مؤكداً عنده إنهار فى لحظة وسقط .. ولا أحد كان يبُالى .. فخاف أن يحمل بعدها أى قيم أو معتقدات أو أفكار .. فأصبح لديه كل شىء معُرض للشك والإنهيار ..
وهذا شىء طبيعى للاسف .. ناتج من أن كل ماكان يحمله من أفكار ومعتقدات كانت موروثه .. تلقاها فى معلقه .. بدون أى تفكيراً مسبقُ أو إيمان حقيقى وفعلى .. إنما كان " ده العادى " .. فمع أول صفعة إنهار كل ذلك ..
وهذه نفس المشكلة المحورية مع معظم أو كل الشباب فى جانب التطرف فى الإنكار الذين ظهرو فى الفيلم ، فهنا إسراء كانت فتاة محجبة وإرتدت الحجاب منذ أن كان عندها 11 سنة وعندما سئلها الصفحى عن سبب إرتدائها الحجاب قالت " هو محدش أجبرنى بس قالولى ألبسه وكانت كل البنات لابسه فحاجه حلوه وعادى يعنى " .. هذه كان رد فعلها على السؤال وفى الحقيقه لم تكن تلك الإجابه على سبب إرتدائها الحجاب فقط وإنما كانت إجابه على سبب حملها تلك الإيدلوجية والمعتقد الإسلامى .. ( عادى يعنى ) .. لايوجد سبب فكرى أو عقلانى لحمل تلك الفكره ، لايوجد إيمان حقيقى باسباب منطقية وإرتضاء قلبى .. وإنما فقط موروث عائلى وعادى يعنى ..
فواجهت تلك الفتاة " إسراء " .. أول صفعة لفكرها الموروث ، عندما شاهدت أن من كانت تتبنى فكرتهم و أيدلوجيتهم " الإسلاميين " يبررون القتل وإنتهاك الأعرض .. ( أحداث محمد محمود ) .. فواجهة صدمة كبيرة لما كانت تحمله من معتقدات .. لم تكن تدرى أن الفكرة لاتمُثل ولاتجٌسد بالإشخاص .. فقد تكون الفكرة وحيدة لايحملها أحداً .. وتكون هى الأصح .. فأتجهت إسراء لمن يشبهون رؤية قلبها وعقلها عن الحرية والكرامة الخ الخ .. فلم تجد إلا الجانب اليسارى وقتها وتلاقت أفكارها الشخصية حينها مع أفكارهم .. فأسلمت لهم وأعطت كامل عقلها لينهل من أفكارهم ومعتقداتهم .. حتى فى نهاية الأمر تركت الحجاب وبعدها الدين بالكلية .. وهذا بالطبع نتاج لشىء واحد عدم الإيمان الفعلى .. وحتى الان وأنا واثق إنها لاتؤمن بكامل عقلها ومنطقها بأفكار الجانب اليسارى فلم تحمل تلك الافكار بأسباب ثابته قوية منطقية .. إنما للاسف إسراء مثل حسن ومثل البقية خاوية .. لم تتعلم بعد الايمان بألاسباب والمنطق .. لم تتعلم بعد البحث عن الحقيقه بمفردها .. فلم تتدرب طيلة حياتها إلا على شرُب الإيمان والافكار من الأخرين .. فلا نجاة لها إلا بأن تدرك إسراء أن المعتقدات والقيم لا تلُقم بالمعلقه وإنما بالبحث الذاتى .. البحث الموضوعى البحت ، وقتها سيكون العقل ساكناً صلباً وبالتالى سيكون القلب فى أشد حالات الإطمئنان
ونظرتى هذه يؤكدها ذلك الشاب الذى ظهر فى الفيلم .. الذى كان فى يوماً من الإيام محُب لعمرو خالد وكان من ضمن فريق " صناع الحياة " .. فأقتبس من كلامه " قبل الثورة ماكناش نعرف أى حاجه تقريباً .. على المستوى الفكرى ماكنتش اعرف إن فى حجات زى كده .. عمرى ما أعقدت مع حد بيتكلم عن كارل ماركس او الالحاد أو الافكار دى " ...
فما كانت الثورة عند هؤلاء الشباب ما إلا عملية فض بكارة لعقولهم وماكنت تحمله من إيمان موروثى بحت .. أن الصلاة لمجُرد الصلاة وأن الصيام لمجرد الصيام وأن الله لمجرد أنه الله وعادى يعنى .. فعندما وأجهت عقولهم تراتيل الشيوعية والماركسيه وأفكار الوجودية .. وقعت حالة من الصدمة .. فلم يكن إيمانهم ثابت بمنطق وأفكار وأسس .. لم يكلفو أصلأ أنفسهم بالتفكير فى مايؤمنون .. فكانت ببساطة شديدة - وعلى قدر مستوى تعليمهم - عقولهم جاهلة .. والجهل أرض خصبة لأى أفكارً تُنبت ..
بالظبط كإنك تقتحم قريةً لا سور لها ولا دفاع .. وهذا ماحدث .. لم يجدو مايردو به عن أفكارهم الموروثة لأنهم بالاصل لم يتخذوها إلا بالوراثة .. فإنهارات ..
وذلك ببساطة شديدة السبب الهام والرئيسى لكل ذلك العبث .. الإيمان الموروث .. الإفكار التى لم تبُنى إلا على التلقين .. فطبيعى جداً أن ينهار شخص لم يقراء فى حياته إلا ميكى ماوس والرجل المستحيل ولكنه يصلى أمام شخص شيوعى ملحد إطلع على مئات الكتب - حتى لو لم تسعفه تلك الكتب عن حقيقة مايحمله من أفكار - بغض النظر عن ماهية وحقيقة الأفكار المحُمله هنا وهناك .. فانا لا أناقش ما الحقيقى من العدم .. إنما هى مجُرد مناقشة لظاهرة إجتماعية
وعلى الجانب الأخر هُناك من حمل السلاح .. وهولاء وعلى وجهة نظرى المتواضعه أن أسبابهم أكثر منطقية وعقلانية من الجانب الأخر ... شخص شاهد أبشع أنواع الظلُم تمُارس .. فقد الثقة فى ذلك النظام السياسى أو اى نظام سياسى حاكم حالياُ .. فا أمريكاء المصدرة لحقوق الإنسان وكرامته .. وافقت على كل ذلك الشر الذى مارسه السيسى فقط لإنه من مصلحتها .. فلا ثقة فى أى منظمات حقوقية أو جمعيات أهلية أو اى شىء .. فكان حلهم الوحيد الواقع هو مواجهة كل ذلك بالسلاح ...
والذنب فى كل ذلك على عاتق السيسى وأتباعه من الا نظام الحاكم مصر حالياً ..
والفرق بين حسن البنا - الشاب الأخوانى الذى ألحد - وبين هولاء من قررو حمل السلاح الذين ظهرو فى الفيلم .. إنهم لم يتربو مثله على أسس وقواعد معُينه .. فكانو من الشباب العادى .. الذى لاتربطهم بالسياسه ولا الدين إلا بالمتعارف عليه عند عامة الشعب ... وهذا يتضح من قول حسن " انا امى وابويا اخوان واهل دول اخوان واهل دول اخوان " .. وقول أحد الشباب الذين حملو السلاح " انا اهلى بيصلو ويصومو زى عامة الشعب عادى " .. فلم تكن هناك تلك الصدمة التى واجهها حسن .
تلك رؤيتى المتواضعه عن فيلم " فى سبع سنين " المقُدم من قناة الجزيرة ..
0 التعليقات
إرسال تعليق