الأحد، 22 ديسمبر 2019

العالم الأخر يجمعنا

أن أتجاهل وأتحمل وأتجمل ذلك نصيحتك لى ياحبيبتى ، وانا الان على قبرك .. أقطف الزهور وأنثرها على ثنايا القبر ، أنحنى ثم أبكى ، وأتضرع إلى قلبك أن يسمع حزنى .. لقد أرهقُت جداً فى هذه الدنيا .. أصبحتُ غير قادر على التحمل ولا التجمل وإنما التجاهل .. كدت حتى أن أنسى كيفية أداء تلك الكلمة ..

كنت أنظر يمينا ويساراً فى جوف الليل وتشع المقابر نوراً من العالم الأخر ينير قلبى خوفاً ورهبة ، فألمس قبرك فينبت الأمان فى قلبى ، أمتصُ من قبرك الأمان ، كما كنت أفعل فى الدنيا ، كنتى مصدرى الوحيد لما يسمُى بالأمان والدفء ، كنتى عالماً أخر مختلف كلياً عن ذلك العالم العبثى المخيف الذى أسبح فيه كل يوم ، كنتى حبيبتى ومازلتى . أنتى لا أمل فى النجاة بدونك . وها أنتى الان ، يحضتن جسدك تراب الأرض ، وتحضن روحك السماء ويحتضنى قبر الدنيا وظلماتها .. أنا خائفً جداً ومرتبك .



أتذكر ذلك اليوم .. الذى كاد أن يقتل فيه بعضنا البعض .. تراشقنا بالكلمات ، أعلن كلأ منا أنه ملك الصواب وأن الأخر شيطاناً أتى من السماء بلعنة .. أخذ كل منا فى ذلك اليوم جانب .. كنت حينها أكرهك جداً وأحبك أكثر .. قلبى يتألم على حاله وعليكى .. كنت أريد أن أسرقكٍ فى حضنى كطفلتى الصغيرة الوحيدة أو أن أقتلك .  وبعدها تعلمتُ إننى أحبك جداً ..

تذكرت ذلك اليوم وأبتسمت ، كانت أسؤا كوابيسى معكى جنة ومواقف أتمنى أن تعود يوماً ، كنا نضحك عليها سوياً ونترحم عليها فى أيام الفراق ، والان أترحمُ عليكى وعلى نفسى قبلك .

أمسحُ على قبرك أكثر .. وتتمايل دموعى أكثر .. 

0 التعليقات

إرسال تعليق