الخميس، 26 نوفمبر 2020

خطاب لكي.

 العزيزه ،

أمر بـ أيام صعبة ، أواجه فيها مخاوف نفسى والعالم ، أرى الشمس كل يوم فى غروبها ، وأرى معها غروب أحلامي وأوهامى ، تدق الساعات تمر ببطء ومع كل ساعه أشعر بالعطش للموت وأفقد الرغبة فى الحياة.
لقد قابلت أصناف البشر ولم أفهمها، البشر مجانين يا عزيزتي ، فقدو عقولهم وأبصارهم وحس قلوبهم ، أصبحت مشاعرهم جيفة وأصبح تفكيرهم ضحل ومفقود ، وانا مفقود وميت ، لا أرى فى أيامى هذه إلا الجنون.
أشعرُ كثيراً بضيق النفس ، تسرع ضربات قلبى أحياناً وأحياناً أخرى أشعر بالموت قريب ، تؤلمنى عظام صدرى أو عضلاته على حسب تشخيص صديق ، أشعر بقرب نهايتى فى كل دقيقة ولحظة ، أأمل أن أموت يا عزيزتي وأأمل أن تكون تلك النهاية ، فأنا فقدتُ الرغبة فى الحياة وأصبحت أجد صعوبة فى عملية التنفس.
العيشًُ مع البشر محبط جداً ، لا تتخيلين كم أجد صعوبة فى النوم والاستيقاظ والأكل والشرب والعمل وكل شىء ، حتى فى كلماتى هذه أكتبها وانا أتذكر الألم وأبكى فى سرى وسط زملائى فى العمل الذين يظنون أننى سعيد وسطحي ، لا يدركون أن الأحزان جعلتنى عميقاً جداً ، لا أفكر إلا في ما وراء الموت .. أرغبُ فى الموت.
قابلتُ فتاة قتلتنى . وكنت أنظر إليكي كالطفل ، أنتى يامن سكنتى وجدانى منذ صغرى ، لا أعرف ملامحك إلا إنها نقية بيضاء وشعرك المائل على خديكي كلوحة الغروب التى أراها يومياً وأنا ذاهب للعمل .
أين أنتى ؟ وانتى حقيقة أم مجُرد فكرة خيالية فى عقل رسام مات وسكن شبحه عقلى ؟



أشعُر أن الموت قريب ولا أخافه ، أخاف من نفسى أكثر من الموت ، أخاف من الحياة جداً ، بالنسبة لى أصبحتُ الحياة مرعبة لا أطيق الإنتظار فيها ساعة ، بل دقيقة ، والآن فقط أؤيد بشدة نظرية تعدد العوالم ، عالماً واحد يحُبس فيه الإنسان .. إنه جنون يامارسيليا ، أنا جننتُ ولا أرغب إلا في الإنسحاب من الحياة ، أرهقتني تلك اللعينة . وأرهقني الوجود.
حُببت لقلوبنا ما يقتلها ، أرغب فى حضنك والنوم على ثدييك لا رغبة فى شهوه فلقد فقدتُ كل لذة للحياة ، إنما رغبة في السكينة والهدوء والنوم ، كالطفل يشتاق لصدر أمه لا لكى يأكل فقط ، بل ليشعُر بالحنان والهدوء ، وانا ارغبُ فى الهدوء والسلام.
أنا عظيم دمرتنى الحياة وقتلتنى وجعلتنى كالعبد تحت أسوار الدنيا ، أبكى وأريح رأسي على سورها وينحني جسدى للأسفل أكثر فأصبحت غير قادر على المكوث ، أرهقتني عظامى.
أحبك يا مارسيليا ، على الرغم أننى رأيتك فى بعض أحلامي كالسراب ، كان سراب ككل لحظات واقعى السعيدة ، أنتى خيال يا عزيزتي وأنتى أكثر مافى عالمي حقيقه .

0 التعليقات

إرسال تعليق